vendredi 18 mars 2011

أنطون غطّاس كرم في دراسته

الحركة الثقافية – انطلياس
13/03/2005
لم ينطلق الدكتور أنطون غطاس كرم في دراسته الأدب العربي الحديث والمعاصر من فراغ، فقد اعتمد في أبحاثه مبادئ فكرية وأدبية ومنهجية تنِمّ على إعداد ثقافي عميق قبل خوضه غُمار أبحاثه. وهذه المبادئ هي التي تُبرز شخصيّتَه كباحث وتميّزه من الباحثين الآخرين في طريقة تناوله مواضيع دراسته.
وأول هذه المبادئ مستمدّ من نظرية التطور، قال في الصدد هذا: «ان... تجسيد الحقائق المتحولة يعني تحنيطها في قوالب، وفصلَها عن الصيرورة المستديمة، وإخراجَها من ناموس الحياة التي هي تحوُّل وصيرورة أبدية»
[1].
وهذا المبدأ ليس عارضًا يظهر في دراسة ليغيب عن سائر دراساته، إنه قاعدة عامة، وركيزة أساسية في أبحاثه كلِّها، وهو بعض من رؤية الدكتور كرم الى الحياة والكون، فجوهر الحياة في نظره حركة، وطبيعة الكون صيرورة، والأدب كظاهرة حياتية ونظرة الى الكون مشمول بهذا المبدإ العام، ولذا انتشرت مصطلحات التطوّر في معظم أبحاثه، من مثل قوله «بقاء الأكمل» و«شريعة تحوّل الكائنات» و«قاعدة التطوّر» و«هكذا يُبنى الاصطفاء على قاعدة الاختراع»
[2].
ومبدأ ثانٍ، قاعدةٌ ثانية عامة، يُعوِّل عليها الدكتور كرم في تناوله الأدب، وهو مبدأ الاكتناه الباطني، أي تناولُ الأدب من الداخل وليس من الهوامش والمحيط، فالانطلاق، وفق رأيه، يجب أن يكون من النص الأدبي الحديث والمعاصر، وليس من العوامل والمؤثرات غير الأدبية، وهذا المبدأ جعله يصدِف عن النظريات والمذاهب والجمالية والمنهج التاريخي بعدما كان قد عوّل عليها ردحًا من الزمن في أبحاثه الأدبية، قال:
«... ان المنهج التاريخي الأكاديمي لا يأتلي يستنفد الأصول... حتى إذا بلغ الباحث منهم موضعَ الرائع، أثبت النصّ الأدبي، وارتدّ عن سرّه الجميل كليلًا يتلهّى بنوافل السرد... وبيان الحواشي اللغوية، ويظلّ الوهج الخلاق مغلقًا عليه...»
[3] ، وأردف: «عندها يتحدّد المرمى الذي سعينا إليه، من أن يُحصرَ البحثُ في الأدب الحديث من حيث هو، وأن يُحدَّد مسراه من داخل طبيعته بالذات، على نحو ما تتمثّـل طبيعتُه في أعلى نماذجه منثورًا ومنظومًا»[4]، وثمّ يؤكّد: «... اننا لنُشيح عن تدارس هذه العوامل [ يعني العوامل الخارجية ]، ونكتفي بالاحالة الى مظانها خشاة أن يصرِفنا البحثُ المفصل فيها عن دراسة الأدب من حيث هو».
وثمّة مبدأ ثالث يركن إليه الدكتور كرم في خطة بحثه وهو مبدأ التوحّد، لأنّ الهدف القصيّ للبحث الأدبي، في رأيه، هو إدراك كنهِ الإبداع أو لحظتِه، والنفاذُ الى موطن الروعة أو الرائع فيه، وهذا الموطن يكتنفه السرّ، قال متحدثًا عن تجربته الشخصية: «ثم بان لكاتب هذه السطور، أنّ وراء ما ذوَّب في ثقافته من مفاهيم الجمالية، وتمرَّس به من مقومات منهجية التاريخ، تجربةً روحيةً لا تُدرك الا بما يُشبه رياضةَ التعاشق بين القارئ والأثر الفني»
[5] .
ومع أنه حاول شرح حالة الإبداع، أو الرائع حسب قوله، بأنها في الصميم وجدان موسيقي داخلي، وأن هذه الموسيقى تكتسي الصورةَ المنبثقة من الخيال السابـق للعقل والفكر إذ قـال: «... ان حال التهيّؤ بـالصميم موسيقى داخلية، تنهض منها عرائسُ الصور... [و] الصورة أسبق من الفكر، والفكر لا يصير مادة للشعر إلا بها. الخيال أبعد فتحًا من العقل... [و] المخيّلة مِفتاح العبقرية...»
[6] ، على الرغم من شرحه العلمي هذا، نراه يركن الى مبدإ التوحّد او الاتحاد، فيؤكّد أنّ علاقة القارئ، وبالتالي الباحث، بالنص الأدبي كتجربة روحية لا تدرك إلا بتوحُّد الروح مع الروح، روح الباحث وروح المبدع الخلاق بل الخالق، انها اتحاد المحبّ بالمحبوب، واندماج هويةٍ في هوية، اندماج الأنا في الآخر، لأنّ إدراك الحياة لا يتمّ إلا بمعانقة الحياة، والحالة الإبداعية لا تذاق إلا بحالة، والنشوة تلتقي النشوة.
قضية رابعة أقف عندها هي علاقة الشكل بالمضمون، فقد اشتُهر الدكتور كرم بأنه من كبار الأسلوبيين المعاصرين، وهذا الحكم حقّ، إلاّ أنه يسيء الى الدكتور كرم إذا نحن أغفلنا جانبًا آخر مهمًّا في شخصيته وأدبه. إنّ جمال الأسلوب في رأيه يجب أن يقترن بجمال المعنى بل أن يزيدَه جمالًا، فقد سعى، حسب قوله، إلى «... تحقيق البهاء التعبيري الذي يجمّـل المضمونَ الجميل»
[7]. وكثيرًا ما نراه يحمل على التصنّع الشكلي نثرًا وشِعرًا، قال في نقده بعضَ النثر هذا: «... ويكتظ النثر بالزَّركش والزينة... ويُفرِّق المعنى الضَّحل على تبسّط مسهب، فيفنى قليلُه في الكلام المتحذلق...»[8]، وكال لبعض الشعراء بقوله: «...عبث اللفظيين من أرباب النظم الذين حولوا الشعر الى لوذعة عروضية وقول خَواء»[9].
إنّ الفكر لا يقلّ أهميّة عن الصياغة لدى الدكتور كرم، انه مفكّر حتى في إبداعـه الشكلي، بل ان الايقاع الكلامي عنده يـوازي ايقـاعَ الذهن، وفـواصل الجمل وحركتها ووقفاتها في عباراته هي خطرات الفكر وتداعياته في أدبه الابداعي وأبحاثه، قال يصف أسلوب كتابة راقته: «... فكّت النثر من عِقاله، فسال بعد تجمُّد، وانسرح مرسلًا طيِّعًا وفقًا لمطلب الفكر. وانقطعت جملتُه الواحدة على مقدار المبتغى الذهني... وتساوى زمان الفكرة وما يقابلها من الأوقات الموسيقية في العبارة... وصار [اللفظ] يُصطفى وفقًا لملاءمة مضمونه... وبديل أن يدور الصوت الواحد على نفسه... تراكم ونما بتراكم المحتوى ونموّه»
[10].
قضية خامسة أقف عندها تعالج رأي الدكتور كرم في الفنون الأدبية. كان شديد الاحتفال بهذه الفنون، وله رأي ثابت في نشأة الجديد وتطور القديم منها. فقد أشار الى الفنون الطارئة على الأدب العربي «أو المتطورة من داخله... حتى كاد بعضُه أن ينقطع عن قديمه جملةً وعن جذوره»
[11]، ومن هذه الفنون المقالة، والقصة، والمسرح، والنقد، والشعر.
وأشار الى هذه الفنون في موضع آخر مبرزًا أثرَ الغرب فيها بقوله: «... كلّما أَفَل في الغرب زِيٌّ أدبيّ بدأ مثلُه في بلاد العرب... ونرى الأنماط الأدبية التقليدية تفنى تدريجيًّا وتطغى الأزياءُ الغربية حتى تغشى الأدبَ المعاصر بجملته. فقد نشأت فنونٌ أدبية وأساليب لم يعهدْها الأدبُ العربي حصريًّا من قبل: المسرح، الملحمة، القصة، أدب الصحافة، والشعر المنثور»
[12].
إذًا، ثمّة فنون مستحدثة لم يعرفْها الأدب العربي من قبل، إنها فنون طارئة وفدت على الأدب العربي من الآداب الغربية، ومحاولة ردِّها الى جذور أدبية عربية هو ضرب من ضروب التمحل، انها من قبيل تفسير اللاحق بالسابق تعنّتًا وتعصّـبًا، قال في نشأة الرواية: «أمّا الرواية أو القصة، فمهما قيل عن روابطها التراثية بالأدب العربي القديم، إنّما يقال على سبيل التمحُّـل، إذ لم يخل نتاج أمة، في الأرض من القَصص بمعناه العام، لكنها في شكلها العصري هي فنّ طارف النشأة، غربي المنبَع والماهيّة والتكنيك...»
[13]، ثم يرفض إقحام المقامات في باب الرواية العصرية لأن غرضها تعليمي.
وموقفه من نشأة المسرح جازم حاسم، فهو يرفض محاولات ردِّه الى احتفالات عاشوراء، أو الى مسرح الظل، ويقطع «أنّ التأليف المسرحي هو وليد التماس الحضاري بين الشرق العربي والغرب»
[14]، ثم يوغل في تلمُّس نشأته عند الأمم الغربية، فيرى «... ان هذا الفن قد نبع أصلًا من حياة الشعوب في الأمم، وأنه لم يُكتب له البقاء والتطوّر والازدهار إلا بمقدار انبثاقه من واقعها الفولكلوري، قبل أن يُضحي ملوكيًّا ارستقراطيًّا...»[15]، ويُنهي قائلًا: «... إن الفنّ المسرحي لم ينبُت في تربتنا الشعبية... ولم يُصِبْ قليلًا من نكهة الأصالة إلا حين عاد الى الشعب...»[16].
ولم يكتفِ بمعالجة نشأة المسرح فوقف عند تقنيّته وِقفة عارف، وأبدى قدرة تركيبية لافتة في تحديده لأركان المسرحية من البنية التأليفية، والحوار، وتفاعلِ الأحداث والأشخاص، وتطورِ الفعل الرئيس وانصبابِ التفرّعات كلِّها فيه، وترابطِ الفصول نموًّا، وارتسامِ الخط البياني مدخلًا وعقدة وأزمة وحلًا، الى الإخراج وفنِّه
[17]، وألمّ ببعض الأعمال المحمولة على المسرح من دون ان تنتسب تقنيًّا اليه، فهي تتضمّن قصائد غنائية رائعة ولكنها «... نافلة من حيث هي أجزاء نامية في بنية مسرحية»[18].
وختم قائلًا: «... الأمّة التي لا مسرح عندها تفقِد ركنًا من أركان الحضارة»
[19].
وأنظر في قضية سادسة نظر الدكتور كرم فيها ممعنًا متألِّمًا وهي انعكاس الواقع الاجتماعي على الأدب وكيف تتحوّل البواعث الاجتماعية والسياسية الى أدب، ويلحظ في الصدد هذا أنّ القضية المحورية الكبرى واحدة «... هي قضية المجتمع العربي في موقفه المتأرجح بين الأخذ بأسباب الحضارة الجديدة، والحفاظ على تراثه الأصيل... إذ يشعر هذا المجتمع بتخلّفه... ويعي أن في تراثه الأصيل قِـيَمًا... لا بدّ له من صيانتها... خشاة أن تزول، وأن يُقتلع ماضيه من الجذور»
[20].
ويعالج الدكتور كرم تواليًا قضايا الإصلاح الديني، والإصلاح الاجتماعي، وقضيّة المرأة، والانقسامَ الطبقي، والنزوح من الريف الى المدينة، والهجرة، في الأدب الحديث والمعاصر، ولكن الموضوع الأهم في معالجته هو قضية النخبة كيلا أقول مأساتَها، ولا أبالغ إذا قلت إن معاناة النخبة هي معاناة الدكتور كرم نفسِه، قال: «في هذين الموضعين [ يعني موضعَ التخلّف واستغلال الحكّام ] يكمن أصلُ التحدّي في أدب التقدميين، في رأينا، وما خالط النخبةَ العربية من مرارة، وحيرة، وتحرُّق الى غد أفضل... قلت النخبة لأنها هي التي تعاني المأساة بأسبابها العميقة، ونتائجها القريبة والبعيدة...»
[21].
والنخبة لا تعني، وفق رأيه، طبقةً فوق سائر الطبقات، فمعيارُه النخبوي غير قائم على التعالي، بل على الاختصاص، والأكاديمية، ومعايشة الكتب، واتقان اللغات العربية والأجنبية، وهذه الفئة تعاني لأنها تعي وضع التخلّف في بلادها وأثرةَ الزعماء الساعين الى مصالحهم واجتناء الثروات.
ومعاناة النخبة، كما يصفها الدكتور كرم، متعدّدة المظاهر، فإما أن تطغى السياسة على علمها فتنقادَ للذهنية السياسية السائدة، وإما أن تنأى عن السياسة فتنعزلَ مكرهة، أو تعملَ في الدولة مرؤوسة، أو تحت إمرة نخبة أجنبية، وكثيرًا ما يُبعدها أهلُ السياسة كيلا يؤذِنَ عهدُ السياسة المتخلفة بأفول
[22].
أما في القطاع الخاص فتعمل لترتزق، أو تهاجر لتنطلق، أو تتلقّفُها بيئاتُها الأولى ذاتُ المستويات المتدنية فتنتجُ ما لا قيمة له.
وعلى الرغم من هذه اللوحة السوداء يخلص الدكتور كرم الى حكم نيِّر يدحر الظلمةَ فيقول: إن المجتمع لن يظلّ موزعًا بين الأمية وأنصاف المثقفين، و«... معظم ما وُضِع من تأليف عربي جِدّي، في كل باب، هو من صُنع هذه النخبة...»
[23]، ويدعو الى «... انصراف المؤلفين انصرافًا صوفيًّا للعناية العِلمية، والتقصّي الفكري، واستنفاد الحقائق المستدِقة الخافية، وتوخّي الكمال في الاتقان الوئيد»[24].
وأقف عند قضية سابعة أطالَ الدكتور كرم الوقوف عندها، وهي التيارات الأدبية والفكرية في الأدب الحديث والمعاصر، وقد أجملها في تيارات خمسة، أوّلها تيار لم يهتم الا بالجانب اللغوي من التراث، وفاته الجانب الفكري الذي اتّسم به الأدب العربي يوم بلغ أوجَه على عهد بني العباس، وموقف كرم من هذه الفئة سلبي لأنها تمثّل البهلوانية اللغوية والخواء الفكري، قال في الصدد هذا:
«فكان من أبرز ميزات الأدب عندهم أنه بات مجالًا لإثبات سلطانهم اللغوي، وضربًا من الرياضة اللفظية الجوفاء... أو قُل إنّ اللغة التي شاخت فقدت حرارتها الذهنية المخترعة، وضيّعت بعدًا من أبعادها، هو بُعد العمق، فاستحالت شعوذة وطلاءَ فراغ»
[25].
وثمّة فئة ثانية التفتت الى القديم، واطلعت على ما فيه من كنوز الفكر والفلسفة والعِلم، إلاّ أنها رأت فيه مثَلها الأعلى، فراحت تحذو حذوه وتقلده وتنسج على نوله، وهذه الفئة عمقت الهوّة بينها وبين الغرب وما أحرزه من تطوّر، فاكتفت بالماضي واعتبرته الكمال بعينه، هذا التيار «... داخلته خشية على بقائه، من أن تقتلع الموجة العارمة المجتاحة جذوره، فوقف من الحضارة المحيقة به موقف الحذر المشوب بالعداء، وجابهها بالثقة الراسخة من أن الموروث العربي الأصيل لم يتخلّف بجوهره، وإنما الناس عمهوا، فتخلّفوا عن الإحاطة بهذا العريق القديم...»
[26].
أما الفئة الثالثة فهي التي انفتحت على حضارة الغرب نصف انفتاح، إذ أرادت النهل من ينابيعه، ولكنها عجزت عن ذلك لجهلها لغاته، فاستمدّت منه «... مداورة عن طريق الصحافة المتعجلة والاقتباس المشوَّه. وعَزَلها عن كنوز الغرب جهلُها للغاته. فتلقت منه لُمَعًا جانبية. وتوقفت عند المعارف المعاصرة، وامتنع عليها سَبْرٌ واستنفاد...»
[27].
أما الفئة الرابعة فهي التي نبذت القديم، والتفتت الى الغرب تغرف من معينه لغة وأدبًا وفكرًا وفلسفة، فكان لها من اطلاعها على الغرب تضلع من لغاته، وعمق من فكره، واصطناع لفنونه، وتدرب على مناهجه العلمية، إلا أنّها لإهمالها التراث أهملت معه حاضنة التراث أي لغته، فأصاب لغتها العربية وهن وركاكة، واعترى فكرَها غموضٌ والتباس، إنها فئة «... أغفلت إشراق البيان، وفاتها الايغال في معرفة الضاد، وتهاونت في اتقان الروعة في الصيغة فنشأ عنه أن هذا القصور اللغوي ردّ المضامين المكتشفة باهتة كليلة مبتسرة، يشوبها إبهام هو أحيانًا وليد العجز عن الإحاطة بأصول اللغة والعجز عن تحقيق البهاء التعبيري... وأسرفوا في هذا التهاون حتى التضعضع والانحلال، وتطاول على الأدب مَن ليس مِـن أهله...»
[28].
أمّا الفئة الخامسة، وأغلب الظنّ أن الدكتور كرم ينتمي اليها، فهي التي اطلعت على التراث لغةً وفكرًا، ونهلت من الغرب لغةً وفكرًا، فازدوجت لغتها أو تثلّثت فكان لها من التراث رونق لغته وإشراق فكره وإحاطة حضارته، ومن الغرب طيِّع لغاته، وعميق فكره وفلسفته، ودقّة منهجه وعِلمه، انها «... فئة أعرقت في القديم العربي إعراقًا أثيلًا، وذوّبت في نفسها عبقرية اللغة، ونفذت الى مكنونات الحضارة العربية دينًا وفلسفةً وأدبًا وتاريخًا وعِلمًا وفنًّا، واستنفدت منها طائفة صالحة، ثم انعطفت نحو بستان الفكر العالمي من حضارة الإغريق قدمًا الى الزمن الحاضر، وطفقت تعتصر وتحتسي وتصبّ في كؤوسها العربية للجماهير المثقفة الطالعة خلاصات إنسانية نمّت العبقرية العربية بعبقريات الأعلام من سائر الأمم»
[29].
قضية ثامنة وأخيرة ألمَّ بها الدكتور كرم إذ عوّل على نظرية العناصر الأربعة المستمدة من باشلار في تناوله جوانب من أدب ميخائيل نعيمه، فجعل عنصر الماء منطلقه في دراسة قصيدة «النهر المتجمد» لنعيمه، وعنصر التراب بل الأرض في دراسته أقصوصة «ساعة الكوكو»، وأشار الى تفاعل الماء والتراب في تناوله خطبة نعيمه «مدنيّة الآلات والأزمات»، فكلما انقشع للكاتب «... المزيد من ماهية الحياة خفّ عنصر الماء، فارتقى، وانتشر، واكتسى طبيعة الهواء في الغيوم، وطبيعة الضيـاء...»، و«... تفتّحت حنايـا المادة، وصارت من طبيعة الشمس والريح، فيسيل من تفاعل العناصر الأربعة رحيق الحياة...»
[30].

[1] المصدر نفسه، الصفحة 103.
[2] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحتان 18 و110.
[3] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 13.
[4] المصدر نفسه، الصفحات 17-18 و116، و118.
[5] المصدر نفسه، الصفحة 13.
[6] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 241.
[7] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 32.
[8] المصدر نفسه، الصفحة 39.
[9] المصدر نفسه، الصفحة 145.
[10] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 40.
[11] المصدر نفسه، الصفحة 48.
[12] المصدر نفسه، الصفحة 311.
[13] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر ، الصفحة 57.
[14] المصدر نفسه، الصفحة 66.
[15] المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
[16] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 66.
[17] المصدر نفسه ، الصفحة 68.
[18] المصدر نفسه، الصفحة 71.
[19] المصدر نفسه، الصفحة 67.
[20] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 182.
[21] المصدر نفسه، الصفحة 195.
[22] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 197.
[23] المصدر نفسه، الصفحة 195.
[24] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 198.
[25] المصدر نفسه، الصفحتان 20-21.
[26] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 21.
[27] المصدر نفسه، الصفحة 21.
[28] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحة 33.
[29] أنطون غطّاس كرم، في الأدب العربي الحديث والمعاصر، الصفحتان 32 – 33.
[30] المصدر نفسه، الصفحتان 272-273.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire